إن إنجاز نظامٍ مثل نجم عمل لا يخلو من الصعوبة والتعقيد، لكن ما يزيده تعقيدًا وتَلويكًا، أمر مهم تمكنّا نحن بعون الله من التغلب عليه للوصول إلى مبتغانا، وقد فكرتُ في الكتابة عنه في مدوّنتي لعلّه يكون وسيلة تحفيز لكلّ ذي أمل بأن يواصل سعيه، وهو كما يلي:
كانت هناك مجموعة ضفادع تَنِقّ بسرور بين الأشجار، تسعى إلى بعضٍ من أعمالها الضفدعيّة، حتى سقط ضفدعان منها في بئر عميقة. تجمعت باقي الضفادع حول البئر ليروا ما يمكنهم فعله لمساعدة صَديقَيْهِم. لكن عندما رأوا مدى عمق البئر، اتفقوا على أنه لا جدوى من المحاولة وأخبروا الضفدعان في البئر بالاستعداد لمواجهة قدرهما، فالموت عاد أقرب ما يكون إليهما.
لم يتقبل الضفدعان هذا القدر المرير، فبدءا يقفزان بكل ما أوتيا من قوة، زادت بعض الضفادع من صياحها بأنه لا جدوى من القفز، وأنهما لم يكونا ليقعا في هذه البئر لو أنهما كانا أكثر احتياطا، وأكثر مسؤولية، وأكثر التزاما بقوانين مجتمع الضفادع وبالتصرفات الضفدعية اللائقة. وبقيت الضفادع تَحُثّهُما على إدّخار طاقتهما والاستسلام لقدَرهما.
واصل الضفدعان المحاولة حتى أنهكهما القفز، وهنا أنصت أحدهما لنصائح أصدقائه في الأعلى، ثم استسلم بعد أن أدرك أنهم على حق، وأنه لن يخرج من البئر أبدا، فخرّ على قاع البئر وهو مرهق ضَجِر، فاستسلم لقدَره التعيس ومات.
بقي الضفدع الآخر يحاول ويحاول، وقد ضعُف جسده ونال منه التعب، وواصل أصدقاؤه نُصحَه بأن يرحم نفسه ويتركها تموت، وقالوا له أنه يعذب نفسه وهي ميتة لا محالة، فلِمَا لا يترُكها تموت دون هذا العذاب! واصل الضفدع المسكين القفز أقوى فأقوى، ثم أقوى فأقوى، ثم بعجيبة من العجائب، نَطَّ صاحبنا نَطَّة عالية أوصلته إلى فَوهَة البئر فتمسك بها وخرج.
فرح الضفادع بنجاح صديقهم فتجمعوا حوله وسألوه: "لما واصلتَ المحاولة على الرغم من أننا أكَّدنا لك استحالة الأمر؟"
شرح لهم ضفدعنا المذهول بأنه يعاني من بعض النقص في السمع، فلا يكاد يفرّز الأصوات البعيدة والمختلطة، وحينما كان يبصر صياحهم وحركاتهم في الأعلى، ظنّ أنهم كانوا يشجعونه على المواصلة، وبأنه بفضل تشجيعاتهم تمكّن من التغلب على نَوازِعِ نفسه وعدم الاستسلام حتى نجح في القيام بالمستحيل والخروج من البئر.
إنّ للِّسان القدرة على الإماتة والإحياء، وإن الإصغاء لِمَا قد يقوله الآخرون من عدم جدوى إنجاز الأمور أو مواصلتها، أو من استحالة إتمامها وتنفيذها، قد يهدّم حياة شخص بأكملها، والقصّة أعلاه تعكس بوضوح خطورة الأمر.
لطالما سمعنا وقرأنا الكلمات المُحبِطة المُثبِطة، خصوصا فيما يتعلق باستعمالنا للغة العربية وإيماننا بها، وفيما يتعلق بإنشاء لغة برمجة ذات مفردات عربية تنافس هذا الكمّ العظيم من اللغات العالمية، لكننا لعبنا دور الأصم حيالها، ونهجنا سياسة الصمّ، وأكملنا طريقنا حتى رأينا نظام نجم يتململ أمامنا، ثم يحبو ثم يتمشى خطواته الأولى ثم ما يلبت أن يركد أسرع فأسرع متجاوزا باقي المنافسين، وحائزا على اعتراف وإيمان الكافرين به، ومبدّلا لظنون الظانّين به ظنّ السَّوْء.
كانت هناك مجموعة ضفادع تَنِقّ بسرور بين الأشجار، تسعى إلى بعضٍ من أعمالها الضفدعيّة، حتى سقط ضفدعان منها في بئر عميقة. تجمعت باقي الضفادع حول البئر ليروا ما يمكنهم فعله لمساعدة صَديقَيْهِم. لكن عندما رأوا مدى عمق البئر، اتفقوا على أنه لا جدوى من المحاولة وأخبروا الضفدعان في البئر بالاستعداد لمواجهة قدرهما، فالموت عاد أقرب ما يكون إليهما.
لم يتقبل الضفدعان هذا القدر المرير، فبدءا يقفزان بكل ما أوتيا من قوة، زادت بعض الضفادع من صياحها بأنه لا جدوى من القفز، وأنهما لم يكونا ليقعا في هذه البئر لو أنهما كانا أكثر احتياطا، وأكثر مسؤولية، وأكثر التزاما بقوانين مجتمع الضفادع وبالتصرفات الضفدعية اللائقة. وبقيت الضفادع تَحُثّهُما على إدّخار طاقتهما والاستسلام لقدَرهما.
واصل الضفدعان المحاولة حتى أنهكهما القفز، وهنا أنصت أحدهما لنصائح أصدقائه في الأعلى، ثم استسلم بعد أن أدرك أنهم على حق، وأنه لن يخرج من البئر أبدا، فخرّ على قاع البئر وهو مرهق ضَجِر، فاستسلم لقدَره التعيس ومات.
بقي الضفدع الآخر يحاول ويحاول، وقد ضعُف جسده ونال منه التعب، وواصل أصدقاؤه نُصحَه بأن يرحم نفسه ويتركها تموت، وقالوا له أنه يعذب نفسه وهي ميتة لا محالة، فلِمَا لا يترُكها تموت دون هذا العذاب! واصل الضفدع المسكين القفز أقوى فأقوى، ثم أقوى فأقوى، ثم بعجيبة من العجائب، نَطَّ صاحبنا نَطَّة عالية أوصلته إلى فَوهَة البئر فتمسك بها وخرج.
فرح الضفادع بنجاح صديقهم فتجمعوا حوله وسألوه: "لما واصلتَ المحاولة على الرغم من أننا أكَّدنا لك استحالة الأمر؟"
شرح لهم ضفدعنا المذهول بأنه يعاني من بعض النقص في السمع، فلا يكاد يفرّز الأصوات البعيدة والمختلطة، وحينما كان يبصر صياحهم وحركاتهم في الأعلى، ظنّ أنهم كانوا يشجعونه على المواصلة، وبأنه بفضل تشجيعاتهم تمكّن من التغلب على نَوازِعِ نفسه وعدم الاستسلام حتى نجح في القيام بالمستحيل والخروج من البئر.
إنّ للِّسان القدرة على الإماتة والإحياء، وإن الإصغاء لِمَا قد يقوله الآخرون من عدم جدوى إنجاز الأمور أو مواصلتها، أو من استحالة إتمامها وتنفيذها، قد يهدّم حياة شخص بأكملها، والقصّة أعلاه تعكس بوضوح خطورة الأمر.
لطالما سمعنا وقرأنا الكلمات المُحبِطة المُثبِطة، خصوصا فيما يتعلق باستعمالنا للغة العربية وإيماننا بها، وفيما يتعلق بإنشاء لغة برمجة ذات مفردات عربية تنافس هذا الكمّ العظيم من اللغات العالمية، لكننا لعبنا دور الأصم حيالها، ونهجنا سياسة الصمّ، وأكملنا طريقنا حتى رأينا نظام نجم يتململ أمامنا، ثم يحبو ثم يتمشى خطواته الأولى ثم ما يلبت أن يركد أسرع فأسرع متجاوزا باقي المنافسين، وحائزا على اعتراف وإيمان الكافرين به، ومبدّلا لظنون الظانّين به ظنّ السَّوْء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق